“عوامل نجاح التعلم عن بعد”، هذا هو مسعَى كل طالب في رحلة التعليم أون لاين، فالنجاح لا يأتي بمفرده ولكن يسبقه مجموعة من المقومات والعوامل التي تعمل على تحقيقه.
أصبح التعلم الإلكتروني أحد متطلبات العصر الحالي، لذلك زاد انتشار الأنظمة والمنصات التعليمية التي تدعم هذا النوع من التعلم. ولكن للحصول على تجربة تعلم ناجحة لا بد من وجود عوامل ومقومات تعزز التعلم، وتعمل على تحقيق أفضل النتائج، إذا كنت أحد مستخدمي أنظمة التعلم عبر الإنترنت؛ فهذا المقال كُتِب من أجلك. للتعرف على أهم مقومات وعوامل نجاح التعلم عن بعد، تابع معنا.
قبل التطرق لعوامل نجاح التعلم عن بعد، هيا بنا أولًا نتعرف على أنواع هذا النوع من التعلم، وكيف يختلف كل نمط عن الآخر في تقديمه للمواد التعليمية، وما هي مميزات وعيوب كلٍ منهما.
أنواع التعلم عن بعد:-
يندرج نوعان رئيسيان تحت مظلة التعليم عن بعد، وهما التعليم المتزامن وغير المتزامن. وتعني كلمة متزامن “يحدث في نفس الوقت” ولكن يتم من مناطق وأماكن مختلفة. أما كلمة غير متزامن تعنِي “اختلاف الوقت” ويمثل كلاهما أهم أنواع التعليم في عصرنا الحالي.
1- التعليم عن بعد المتزامن:-
يعتبر التعليم عن بعد المتزامن واحدًا من أشكال التعليم الحديثة التي تستخدم التكنولوجيا لتوفير فرص أوسع للتعلم. لتحقيق التزامن في التعلم عن بعد، يتطلب الاتصال المباشر بالطالب، فيتم توفير المحتوى التعليمي والتفاعل بين المدرسين والطلاب عن طريق المنصات الإلكترونية وتطبيقات الويب.
مميزات التعليم المتزامن:-
- المرونة : حيث يمكن للطلاب الاستفادة من التعلم المتزامن من أي مكان وفي أي وقت، مما يمنحهم مرونة التحكم في جدولهم الزمني، وهي أحد عوامل نجاح التعلم عن البعد المتزامن .
- التواصل بشكل فوري: يتم التواصل بشكل مباشر وفوري بين المعلم والطالب خلال التعليم المتزامن، مما يتيح إمكانية طرح الأسئلة والتعليقات والحصول على إجابات بشكل فوري.
- تنوع المحتوى: يتميز التعليم المتزامن بتنوع المحتوى الذي يتم طرحه، مثل العروض التقديمية والفيديوهات والملفات الصوتية؛ وذلك يقوم بدور فعّال في سرعة الفهم والاستيعاب.
- توفير الوقت والتكاليف: وهذا على عكس طرق التعليم التقليدية التي يحدث خلالها هدر للوقت والتكاليف للانتقال إلى أماكن الدراسة.
عيوب التعليم المتزامن:-
- جودة الاتصال: يمكن أن يوثر التباين في جودة الاتصال بين المدرس والطلاب في التعليم المتزامن؛ إلى فقدان بعض المعلومات.
- عدم القدرة على التفاعل: يمكن أن يتسبب التعلم المتزامن في التعلم عن بعد في فقدان الفرصة للتفاعل بين المدرس والطلاب، بما يؤثر على تجربة التعلم.
2- التعليم عن بعد غير المتزامن:-
يعد التعليم عن بعد غير المتزامن واحدًا من أشكال التعليم الحديثة التي تستخدم التكنولوجيا لتوفير التعليم والتعلم. وفي هذا النوع من التعليم، يتم توفير المحتوى التعليمي والتفاعل بين المدرسين والطلاب عن طريق الأنظمة والمنصات الإلكترونية وتطبيقات الويب، ويمكن للطلاب الوصول إلى هذا المحتوى في أي وقت ومن أي مكان، والتعلم وفقًا لوتيرة العمل الخاصة بهم. ويعد نظام سبيل التعليمي أحد أنظمة التعليم عن بعد غير المتزامن؛ والتي توفر العديد من عوامل نجاح التعلم عن بعد.
مميزات التعليم غير المتزامن:-
- التوفير في الوقت والتكاليف: يوفر التعلم عن بعد غير المتزامن الوقت والتكاليف المتعلقة بالتنقل والإقامة.
- التحكم في وتيرة التعلم: يتمكن الطلاب من التحكم في وتيرة التعلم والتعامل مع المواد التعليمية بطريقتهم الخاصة.
- المرونة: يمكن للطلاب الوصول إلى المحتوى التعليمي وتعلمه في أي وقت ومن أي مكان وفقًا لجدولهم الزمني الخاص.
- توفير الوقت والجهد للمدرسين: يمكن للمدرسين توفير الوقت والجهد في تحضير المواد التعليمية وتقديمها بطريقة فعالة.
- توفير وسائل تعليمية متنوعة: يمكن للمدرسين استخدام وسائل تعليمية مختلفة مثل الفيديوهات والمقالات والصور والرسوم التوضيحية وغيرها لتوضيح المفاهيم.
عيوب التعليم غير المتزامن:-
- يمكن لبعض الطلاب أن يشعروا بالإحباط نتيجة افتقاد التعاون والعمل الجماعي في التعلم عن بعد.
- يجب على المدرسين والطلاب الحصول على التدريب اللازم لاستخدام تكنولوجيا التعلم عن بعد بشكل فعال.
- يعتبر عدم التواصل الفوري بين المدرسين والطلاب من أهم العيوب لأنه يمكن أن يؤدي إلى بطء في الاستجابة.
بعد أن تعرّفنا على الفرق بين التعليم المتزامن وغير المتزامن؛ ومميزات وعيوب كل منهما. هيا بنا نتعرف على أهم عوامل نجاح التعلم عن بعد، للتغلب على هذه العيوب.
أولًا: عوامل نجاح التعلم عن بعد للمعلم:-
- تحديد أهداف التعلم: يتم ذلك خلال تحديد أهداف واضحة ومحددة للتعلم، و يجب أن تكون قابلة للقياس والتحقق منها.
- التواصل الفعال: يجب على المعلمين التواصل بشكل مستمر مع الطلاب لتوفير المساعدة والدعم اللازمين ومتابعة مستواهم الدراسي. وهذا ما يوفره نظام سبيل التعليمي خلال الاختبارات ذاتية التصحيح، وخدمة المنتدى التي يتم خلالها مناقشة المواد الدراسية؛ فيمكن للمعلم حينذاك معرفة نقاط القوة والضعف لدى الطلاب وقياس مستوى الفهم والاستيعاب لديهم.
- التفاعل الإيجابي: تفاعل المعلم بشكل إيجابي مع الطلاب وتشجيعهم وتحفيزهم على المشاركة والتفاعل مع المواد التعليمية؛ من أهم عوامل نجاح التعلم عن بعد والتي تقوم بدورها في توفير بيئة تعليمية فعّالة.
- المتابعة المستمرة والاستجابة السريعة: يتطلب من المعلمين تقييم جودة التعليم والعمل على تحسينها بشكل مستمر، ويساعدهم في ذلك؛ الملاحظات والتعليقات المقدمة من الطلاب. لذلك يتطلب منهم أن يكونوا متاحيين باستمرار لكي يكون هناك سرعة استجابة للاستفسارات والمشكلات التي يواجهها الطلاب.
- توفير الدعم الفني: من الضرورة بمكان توفير الدعم الفني اللازم للطلاب والمتعلمين، وحل المشاكل والمساعدة في استخدام التطبيقات والأدوات التقنية المختلفة، وهذا ما يوفره نظام سبيل التعليمي لضمان تجربة تعلم عن بعد ناجحة وفعالة.
- الإعداد الجيد للمواد التعليمية: تحضير وإعداد المواد التعليمية بشكل جيد ومحكم؛ واختيار الوسائل التعليمية المناسبة للمستوى الدراسي للطلاب، من أهم أسباب نجاح تجربة التعلم عن بعد.
ثانيًا: عوامل نجاح التعلم عن بعد للطالب:-
- الانضباط والتنظيم: التزام الطلاب بالجدول الزمني المحدد للدروس والواجبات، والتنظيم والتخطيط الجيد للوقت؛ يساعدهم في استيعاب المواد التعليمية بشكل فعّال.
- التركيز والانتباه: لتحقيق النجاح خلال التعلم عن بعد يجب على الطلاب التركيز والانتباه للمواد التعليمية، وتجنب الانشغال بوسائل اللهو أثناء تلقي الدرس أو المحاضرة.
- إنشاء مكان دراسي مناسب: يجب أن يتوفر في مكان الدراسة الهدوء والراحة، وأن يشجع على التركيز والانتباه. لذلك يفضل تخصيص غرفة، للحصول على أفضل النتائج خلال التعليم عبر أنظمة ومنصات التعلم الإلكترونية.
- التفاعل مع المدرسين والزملاء: يعد التواصل والمناقشة مع المدرسين والزملاء من أهم عوامل نجاح التعلم عن بعد. يمكن للطلاب المشاركة في مجموعات دراسية عبر الإنترنت أو الانضمام إلى منتديات النقاش، وهذا ما يوفره نظام سبيل التعليمي للطلاب. فيمكن خلاله مناقشة المواد الدراسية وطرح الأسئلة وتبادل التعليقات مما يعزز من جودة التعليم.
- الدقة في تحديد الأهداف: لضمان النجاح خلال استخدام أنظمة التعليم الإلكترونية يجب على الطلاب تحديد أهدافهم بصورة واضحة وواقعية، ومعرفة ما يريدون تحقيقه من خلال التعلم عن بعد، وهذا من شأنه مساعدتهم لرسم خطط واضحة لهذه الأهداف والعمل بجدية لتحقيقها.
ختامًا:
تناولنا في هذا المقال عوامل نجاح التعلم عن بعد لضمان تجربة تعلم متميزة لكلٍ من الطالب والمتعلم. فعند اتباع هذه المقومات يمكنك كمعلم تقديم أكبر قدر من الإفادة لطلابك، وكذلك أنت أيها الطالب يجب عليك أن تعلم أن النجاح له خطوات ومقومات؛ ولا يوجد نجاح بدون مجهود ومثابرة. لذلك عند التزامك بهذه المسببات سوف توفر الكثير من الوقت والمجهود الضائع، والتمتع بتجربة التعلم عن بعد وتحصيل أفضل النتائج.
إذا كان لديك أي استفسار يتعلق بتجربة التعلم عن بعد لا تتردد بالتواصل معنا، فريق عمل سبيل هُنا من أجلك.
المصادر: